Monday, September 22, 2008

الفنون الشعبية في ولاية عبري :
الفن الشعبي ،وغيره من الفنون يعد المرآة العاكسة لثقافة ذلك المجتمع ،ويعبر عن نمط حياته ، ونوعية العادات ،والتقاليد السائدة في المجتمع ،وللسلطنة سجل حافل من هذه الموروثات الشعبية ،التي تتوارث من جيل إلى أخر. وفي عهد النهضة المباركة لقيت هذه الفنون اهتماما بارزا تمثل في توثيقها ، وتشجيع المواطنين على إقامتها في الحفلات والمناسبات المختلفة إضافة إلى حث الشباب على التمسك بها ، للمحافظة عليها ليستمر تناقلها عبر الأجيال.وفي ولاية عبري تتنوع الفنون حسب تنوع البيئات بها ، ما بين فنون حضرية ، وأخرى ريفية ، وثالثة بدوية. وفي هذا السياق سوف نعرض نماذج من هذه الفنون الشعبية التقليدية في ولاية عبري.
1-فـــن العيالـــة ::
وهو من الفنون الشعبية الرجالية التي تعبر عن الشجاعة ،والإقدام ،وعلى الرغم من أن هذا الفن معروف في العديد من ولايات السلطنة إلا أن فن العيالة في عبري يتميز بطريقة أدائه ، وإيقاعاته الموسيقية وعروضه الجميلة حيث يؤدى فن العيالة على شكل صفين متقابلين يتماسك أفراد كل صف مع بعضهم البعض بواسطة معصم اليد بينما يتواجد ضاربو ، وحاملوا الآلات المصاحبة في الوسط بين الصفين ن كما يقوم مشاركون آخرون بتأدية رقصات شعبية على شكل دائرة أمام الصفين ، وفي أيديهم عدد من السيوف والبنادق ، والخناجر والعصي يتم تقاذفها أحيانا للأعلى ليتم التقاطها بمهارة عالية تدل على مدى الشجاعة والإقدام. ويتبادل أفراد الصفين الغناء في شلة شعرية موحدة بينهم ،حتى تتم القصيدة مع حركة الأيادي الممسكة بالعصي في تمايل جميل حسب نوعية الأغنية ،وإيقاعات الطبول تارة إلى أعلى ،وتارة إلي اسفل وأخري على الجانبين ،ووسط هذه الحركة الجميلة، يحرك المشاركون رؤوسهم حركة خفيفة تتمايل حسب اتجاه العصي.
2
-فـــن الميـــــدان ::
يعد فن الميدان سفير الفنون التراثية لولاية عبري في مختلف المناسبات الوطنية ، والاجتماعية ، ويشترك في تأدية هذا الفن الرجال والنساء ولكل منهم دوره ويبدأ الميدان بصيحات النادي لترد عليه النساء الجالسات في الجانب الآخر بنفس الكلمات والنغمات الجميلة يتواصل بعد ذلك إلقاء القصائد الشعرية من النادي على النساء اللاتي يرددن الجزء الأخير من كل مقطع شعري وعند نهاية القصيدة ينادي الصائح بكلمات متعارف عليها(هيه، هيه، هيه علوه)إيذانا بتقدم حملة الطبول نحو النساء ليقمن في صف واحد ويتقدمن معهم في خطوات أمامية جميلة ومنظمه وسط إيقاعات الغناء والطبول ليستمر ذلك المشهد عدة أشواط حتى نهاية القصيدة لتبدأ بعدها (الكسرة) وهي عبارة عن مشهد غنائي راقص يشترك فيه الرجال والنساء ليستمر لفترة قصيرة لتكون مرحلة تهيئة للدورة.
تبدأ الدورة (التدويرة) بتحريك طبل الواقف إلى الوسط بمحاذاة الرحماني تقوم بعدها النساء بالدوران حوله في مشهد غنائي راقص يقتربن مرة من الطبل الواقف ومرة أخري من الجمهور الذي يبادر بالتنقيط من خلال وضع مبالغ على رؤوس النساء المشاركات وكذلك إعطاء الرجال مبلغا من المال يتم وضعه على طبل الواقف لتتواصل بعدها مشاهد فن الميدان وسط تفاعل الجمهور.
3-فـن الرزحـة ::
فن الرزحة من الفنون الحماسية والتي تؤدي في حالة المسير ويتشكل المشاركون في صفين كل صف خلف الآخر وفي حالة زيادة عدد المشاركين يتم تكوين أربعة صفوف متتالية ويتوزع ضاربو الطبول بين الصفوف وغالبا ما يكونون في الوسط حيث يردد المشاركون في هذا المسير الأشعار الحماسية تبدأ من الصف الأمامي لترد عليهم الصفوف الخلفية إلي أن يصلوا إلي نقطة محددة ويحرص الأهالي على إقامة هذا الفن في المناسبات المختلفة.
4- فن الويـلية ::
تنفرد ولاية عبري بهذا الفن التراثي الجميل وهو من الفنون النسائية الجميلة التي ذاع صيتها بشكل واسع حيث يؤدى هذا الفن في مختلف المناسبات وخاصة في مناسبات الأعراس ويكون هذا الفن قاصرا على النساء مع وجود عدد محدود من الرجال الذين يقومون بأداء الإيقاع على طبل الرحماني حيث يبدأ هذا الفن بوجود صفين متقابلين من النساء يبدأ إحداهما بالغناء ليرد عليه الصف الآخر وسط إيقاعات ورقصات جميلة وكلمات غنائية تتناسب ونوع المناسبة مع ضرورة ترديد نغمة الويلية وفي مناسبات الأعراس ترافق الفرقة العروس من بيت أهلها إلي بيت زوجها وسط مشاركات الحضور في الغناء والرقص .
إن ما تم استعراضه من فنون شعبية يمثل الجزء البسيط من التراث الخالد فهناك في قري وبلدن ولاية عبري الكثير من الفنون الشعبية آلتي لو أردنا استعراضها كاملة لاحتاجت ما أن نخصص لها مساحة كبيرة حيث يوجد إلي جانب الفنون آلتي ذكرت آنفا فنون شعبية مثل همبل البوش-همبل الخيل –العازي –التغرود –الونة المزيونه –التشويق –سحبة
العروس…الخ.

No comments: